إن الأطفال قرة العين وزينة الحياة وبذور المجتمع المسلم ولا شك أن أمامهم مسؤوليات جسيمة تكمن في تحمل أعباء المجتمع والحفاظ على مقوماته الدينية والثقافية وخصائصه الذاتية وسط عولمة جارفة لا تبقي ولا تذر وغزو خطير متستر بعناوين براقة وخداعة تارة في ثوب التحضر والتطور وطورا في زي التحرر والانفتاح وهذا ما يقتضي منا أن نعي حجم الخطر الذي يهدد فلذات أكبادنا من إلحاد وانحراف وإرهاب وسرقة عقولهم وطاقاتهم وتوجيهها ضد مجتمعهم ودينهم؛ولابد من تضافر جهود الآباء والمربين لتحصين هؤلاء الصغار حتى يصلوا إلى بر الأمان؛ولن يكون ذلك الأمر سهلا في عصر كعصرنا هذا ما لم نحافظ على تربية جيدة وسليمة في البيئات الثلاثة البيت والشارع والمدرسة ولابد من تربية دينية مبكرة تغرس عقيدة قوية لدى هؤلاء الصغار ولن يتأتى ذلك إلا بالقدوة الحسنة فإذا شاهد الطفل من ذويه ومربيه مداومة على العبادات وتحلى بالقيم الحسنة فسيتأثر بذلك حتما ذلك أنه يدرك ما حوله ويقلده ويتأثر به؛وعلى الآباء والمربين اكتساب فرص اللقاءات الجماعية وأوقات الفراغ لغرس العقيدة الصحيحة وكثرة الكلام عن الله سبحانه وتعالى وعذابه ورحمته حتى يتولد عنده الخوف منه والطمع فيما عنده وبالأحرى عظمته سبحانه وتعالى وكذا نقل خصوصيات مجتمعه الثقافية وأمجاده حتى لا يقع انقطاع بينه وبين ماضيه؛ولابد أن ننبه أن تدريس الطفل في مدارس لا يتلقى فيها تعليما بلغته الأم ولا تربية دينية فإن ذلك قد يقطع الطفل من مجتمعه بل ويؤثر على دينه وانتمائه لأمته مهما كانت نتيجة ذلك الدنيوية
وما أحسن قول الشيخ محمد حامد
والدين مبتغاه أن تأتي الصغار به/وحيث لا فإذا لم يبق من دين
والناس إن أفسدوا دين الصغار رضوا/بالمحو للدين من كل الدواوين
وليس يرضى بمحو الدين غير عم/عن نهج الإيمان والإسلام مفتون
لموتهم عندنا خير من أن يلجوا/ فيما طلبوا في أهل سجين
كم بين موتهم في دين ربهم/ورفضهم عندنا للدين من بون
إذا كان في ذك للدنيا سياستهم/فالدين أولى بتأسيس وتحسبن
الشيخ عابدين
اترك تعليق