الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيديا التجديد في الشعر
التعريف والنشأة
هو الشاعر والمصلح الكبير سيدي محمد ولد الشيخ سيديا الكبير الإنتشائي الأبيري ولد سنة 1246 وعاش نحو أربعين سنة وتوفي 1286 علامة أريب ولغوي أديب وشيخ تصوف كان شاعرا مجيدا من خيرة شعراء البلد نشأ في نعمة عظيمة وكلائة جسمي لما ميز بين الحي والليل وفرق بين النشر والطي استجلب له أبوه المؤدبين و المتأدبين وكان يعلمه الكرم كما يعلمه العلوم ويدقق في محاسبته على ما يبدو منه في عنفوان شبابه حتى سما ونبل ولما مات والده الشيخ سيديا جلس مكانه فما تغير شيء مما كان يجريه أبوه على الناس إلا أن مدته لم تطل فقد عاش بعده سنة واحدة
تجربته الأدبية
حكت تجربته الأدبية شعرا متنوعا يطرق كل أغراض الشعر وينبض بنفس محب وشاعرية عالية وحس مرهف كما تميز بدعوته للتجديد والإبداع امتعاضه من التقليد و إحساسه بضرورة البحث عن مضامين وقوالب شعرية جديدة مؤكدا أن الشعراء طرقوا كل المواضيع وأن مايقال من شعر في عصره هو مجرد تكرار واجترار ويقول : يا معشر البلغاء هل من لوذعي إني هممت بأن أقول قصيدة لكم اليد الطولى على إن انتمُ ويستمر في نقد التكرار والاجترار إلى أن يقول : واليوم غما سارق مستوجب أو غاصب متجاسر لم يثنه
ومن مظاهر التجديد في شعر الشيخ سيدي محمد التطور والإنسياب والاحتفاظ بالأخلاق الحميدة في كل ما تطالعه الساحة الأدبية لهذاالعبقري الملهم فهو شخصية كبيرة له قريحة سخاء ومواهب موسوعية مذهلة وما ظنك بشخصية تتواشج فيها مظاهر المعرفة العلمية المتخصصة في العلوم الشرعية من أصول ودين وفقه مع معرفة باختلاف المذاهب وائتلافها ومظاهر شخصية الفنان المبدع الملهم الذي لاتكاد رصانة الوقار العلمي تحجب تدفق شاعرية الأخيرية هذا إضافة إلى مظاهر شخصية أخرى ذات بعد صوفي عميق تعرج بصاحبها phiإلى أرقى معالج التزكي والطهر والتألق الروحي ولكن أهم نموذج لشعر المقاومة والالتزام ومحاربة اللصوص والفوضى الاجتماعية والسياسة قصيدته الرائية وهي :
حُمَاةَ الدينِ إِن الدينَ صَارَا **** أَسِيرًا لِلصُوصِ وَلِلنصَارَى فَإِن بَادَرْتُمُوهُ تُدَارِكُوهُ **** وَإِ لا يَسْبِقِ السيْفُ الْبِــــــــدَارَا بِأَن تَسْتَنصِرُوامَوْلًى نَصِيرًا **** لِمَن وَالَى وَمَن طَلَبَ انتِصَارَا مُجِيبًا دَعْوَةَ الداعِي مُجِيرًا **** مِنَ ا ْلأَسْوَاءِ كُل مَنِاسْتَجَارَا وَأَن تَنسْتَنفِرُوا جَمْعًا لُهَامًا**** تَغَص بِهِ السبَاسِبُ وَالصحَارَى
ومن أغراض شعره صدق مشاعره والشوق إلى الوطن حيث يقول:
لعَمْرُكَ مَا تَرْتَابُ مَيْمُونَةُ السعْدَى *** بِأَنا تَرَكْنَا السعْيَ فِي أمْرِهَا عَمْدَا
سِوَى أننَا كُنا عَبِيدَ مَشِيئَةٍ *** و َلا عَارَ فِي أنْ يُعْجِزَ السيدُ الْعَبْدَا
فَلَيْسَ عَليْنَا أنْ يُسَاعِدَنَا الْقَضَا *** وَلَكِنْ عَلَيْنَا أننَا نَبْذُلُ الْجُهْدَا
ألَمْ تَرَ أَنا قَدْ رَعَيْنَا عُهُودَهَا *** عَلَى حِينَ َلا يَرْعَى سِوَانَا لَهَا عَهْدَا
حَبَسْنَا عَلَيْهَا وَهْيَ جَدْبٌ سَوَامَنَا *** مَا صَدنَا السعْدَانُ عَنْهَا وَ َلا صَدا
بِهَذَا تَرَى مَيْمُونَةٌ أن تَرْكَنَا *** لهَا لَمْ يَكُن منا اخْتِيَارًا وَ َلا زُهْدَ
عَلَى أَننَا وَا ْلأَمْرُ عَنا مُغَيبٌ *** وَلِلهِ مَا أَخْفَى وَلِلهِ مَا أَبْدَى
مِنَ اللهِ نَرْجُوا أَنْ يُيَسرَ أَمْرَهَا *** وَيَجْعَلَ بَعْدَ النحْسِ طَالِعَهَا سَعْدَ
فَيَرْأَبَ مَثْآهَا وَيَجْبُرَ كَسْرَهَا *** وَيُبْقِيَهَا مَيْمُونَةً كَاسْمِهَا سُعْدَى
وفي نونيته الشهيرة تعددت الأغراض بدأها بالغزل والبكاء على الأطلال وختمها بالنصح والدعاء له بحسن الخاتمة ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأتباعه حيث قال:
أَدَمْعًا تُبْقِيَانِ بِغَرْبِ عَيْنِ ...وَقَدْ عَايَنتُمَا دَارَ الْكُنَيْنِ
أَلَيْسَ مِنَ الْوَفَاءِ لِقَاطِنِيهَا ...إِذَالَةُ مَا يُصَانُ بِكُل عَيْنِ
بَلَى إِن الْبُكَاءَ عَلَى الْمَغَانِي ...بِمِنْهَاجِ الصبَابَةِ فَرْضُ عَيْنِ
فَكَمْ يَوْمٍ يَعِز عَلَى الْفَوَالِي...بِهِ مِني فِرَاقُ الْمَفْرِقَيْنِ
وَكَمْ يَوْمٍ وَتَرْتُ بِهِ الْعَذَارَى...كَيَوْمِ مُهَلْهلٍ بِالشعْثَمَيْنِ
يُجِبْنَ إِذَا دَعَا الداعُونَ بِاسْمِي...كَأَني عِندَهُن ابْنُ الْحُسَيْنِ
تُلاحِظُنِي الْعبُورُ مَعَ الْغُمَيْصَا...فَآنَفُ عَنْهُمَا لِلْمِرْزمَيْنِ
وَكَمْ سَامَرْتُ سُمارًا فُتُوا...إِلَى الْمَجْدِ انتَمَوْا مِن محْتِدَيْنِ
حَوَوْا أَدَبًا عَلَى حَسَبٍ فَدَاسُوا...أَدِيمَ الْفَرْقَدَيْنِ بأَخْمصَيْنِ
أُذَاكِرُ جَمْعَهُمْ وَيُذَاكِرُونِي... بِكُل تَخَالُفٍ فِي مَذْهَبَيْنِ
اترك تعليق